تمثل استراتيجية المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي إطارًا شاملًا لتفعيل دور المركز كمحرك لتنمية القطاع وتعزيز مساهمته الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
وهو ما يأتي امتدادًا لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، حيث تسعى إلى تمكين المنظمات غير الربحية من العمل بكفاءة واستدامة، وزيادة مشاركتها في مُعالجة التحديات الاجتماعية، وتحقيق أثر ملموس في حياة الأفراد والمجتمع.
ترتكز الاستراتيجية على العديد من السياسات المحورية تشمل تطوير البيئة التنظيمية، وتيسير التراخيص، ورفع مستوى الحوكمة، وتمكين الكفاءات الوطنية، وتعزيز الشفافية والاستدامة المالية، كما تدعم التحول الرقمي، وتدفع نحو شراكات استراتيجية بين القطاع غير الربحي والقطاع الحكومي والخاص.
إن التحول من القطاع الحكومي إلى القطاع غير الربحي هو عملية تقديم الخدمات إلى منظمات القطاع غير الربحي عبر عقود، وهي خطوة أساسية في تحقيق أهداف التنمية والاستدامة، وتتطلب هذه العملية تأهيل الكوادر البشرية وتوفير المحفزات الوظيفية لجذب الكفاءات للقطاع، كما تشمل مبادرات لتطوير الأنظمة والتشريعات وتوفير الدعم المالي والفني للمنظمات غير الربحية لتمكينها من تحقيق أثر أعمق والمساهمة بشكل أكبر في الاقتصاد والتنمية المجتمعية.
ووفقاً لما جاء في تقرير آفاق القطاع غير الربحي2025، فإن عملية تحويل الأصول الحكومية للقطاع غير الربحي لتقديم خدمات الصحة والتعليم، تعد نقطة تحول في مسار القطاع غير الربحي.
أهداف التحول وتمكين القطاع غير الربحي:
1-زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من \(0.6\%\) إلى \(5\%\).
2-تحسين الخدمات: رفع مستوى الخدمات والمنتجات المقدمة للمجتمع.خلق فرص عمل: استحدث آلاف الوظائف النوعية والجاذبة للكوادر المتفوقة.
3-تحقيق الاستدامة المالية: زيادة إيرادات المنظمات غير الربحية وقيادتها نحو الاستدامة المالية
آلية التحول:
1-الشراكات التعاقدية: عقد اتفاقيات بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الربحية لإسناد الخدمات.
2-تطوير الموارد البشرية: برامج تأهيلية وتدريبية متخصصة للعاملين في القطاع، ووضع حزم محفزات وظيفية مثل التأمين الطبي وبدلات السكن لاستقطاب الكفاءات.
3-تطوير التشريعات: تمكين القطاع عبر تطوير الأنظمة والتشريعات اللازمة.
إن مسـاهمة القطـاع الحكومـي فـي القطاع غيــر الربحــي مــن خلال تحويــل الأصــول الحكوميــة إلى نمـوذج العمـل غيـر الربحـي، كان لـه أثـر إقتصـادي كبيــر، إلا أن الأثر الأكبر هـو فـي دعـم الأنشـطة غيـر الربحيـة وخاصة فـي مجالي الصحـة والتعليـم، وهـي من المجـالات غيـر المخدومة ً.
فتحويـل جامعـات حكوميـة مثـل جامعـة الملـك سـعود إلى نمـوذج تشـغيلي غيـر ربحـي بالإضافــة إلى تحويــل مستشــفى الملــك فيصــل  التخصصـي -المستشـفى الرائـد عالميـًا في الابتكار، هـو شـهادة ثقـة فـي سلامة الإجـراءات فـي القطـاع غيـر الربحـي، وإيمـان بأهميـة التحـول إلى النمـوذج غيـر الربحــي لتجويــد الخدمــة والكفــاءة وتعزيــز التطويــر والإبتـكار فـي مجـالات الصحـة والتعليـم.